صراع الأفضلية ٢
في اليوم التالي في نفس الثلاجة ولكنه الآن في وقت الظهيرة : قالت الموزة في ضجر للخيار بعد أن ضاقت ذرعاً من حوار البرتقالة والكولا في ليلة الأمس : ألا ترى بأننا نعاني كل يوم في هذه الثلاجة ؟ وخصوصاً عندما نستمع لحوار هاتين المجنونتين ، كل واحدة منهنّ تريد أن تثبت أنها الأفضل ، وما ذنبنا نحن لنسمع فضائل هذه أو تلك ؟!..
قال الخيار بعد تفكير : معكِ حق ولكن لا تنسي بأن لا أحد منا سيبقى ، فغداً أو بعد غد سيتم أكل البرتقالة أو شُرب الكولا ؛ لهذا لا داعي للقلق ، تعلمين أيضاً أن تلك الفتاة المدعوة سلمى تحب شرب الكولا بشكل لا يصدق ؛ لهذا أعتقد بأنّا سنتخلص من الكولا ولن يبقى أحد يدخل في شجار مع البرتقالة ...
قالت الموزة في يأس : متى سيجيء هذا اليوم ؟ ولكني أرى بأن البرتقالة هي التي تبدأ هذا الحوار السخيف كل يوم ولا تدعنا في سلام مطلقاً ...
الخيار : وهي أيضاً ستذهب في هذه العائلة فتى يدعى قتادة أنه مهتم بصحته ، كل يوم يأكل برتقالة قبل التمارين الرياضية بساعتين ...
الموزة في إصرار : ولكنه سيأتي ببرتقال جديد إذا انتهى وسلمى ستأتي بكولا ولن نرتاح أبداً ... ما رأيُك بأن نتخلص نحن منهنّ ولا ننتظر أملاً من أحد ، ألم تسمع المقولة التي تقول ؟! : " إذا أرت تغيير فعلاً ابدأ أنت به ثم البقية سيقلدونك " ...
الخيار في حيرة : لا لم أسمع بها من أين أتيتِ بها ؟!..
الموزة في فرحة : إنها من رأسي هذا المعقوف ، ألا ترى بأن لوني بدأ يتغير ؟ أظن بأني سأنتهي وستبقى البرتقالة والكولا في حوارهما المزعج هذا كل يوم ...فلتنسى مسألة التغيير أعتقد بأن لا وقت لديّ لهذا ...
تدخل الباذنجان في حماس : ألا تقولين أن التغيير رائع ، حتى لو لم يبقى في عمرك إلا يوم واحد فلتعيشيه كما تتمنين ، ليس بالضرورة أن تنتقمي منهما ، ولكن هل جربتِ الحوار معهما في الأشياء التي تزعجك ؟!
الموزة : فعلاً إنك محق ، يجب أن أجرب الطرق السلمية أولاً ، ثم بعدها أبدأ في ثرثرتي المملة ، إنني متأسفة لك أيها الخيار ولبقية الخضروات والفواكه في هذه الثلاجة ، لقد كنتُ أنتقد البرتقالة والكولا ، وفي نفس الوقت كنتُ افعل ما فعلاه في إزعاج الكل بحوارهما ...
قالت البيضة : يجب أن تتقبلي من في هذه الثلاجة بكل ما فيها من اختلافات ، ثم إنهما لم يرتكبا جرماً لقد كانا يتناقشان فقط ، وهذا من حقهما ...
***
🌟🌟🌟🌟🌟
في الجهة المقابلة من الثلاجة كانت الكولا والبرتقالة بجانب بعضهما بعد حوارهما السابق في الليلة الماضية ينظران في البقية ، وقد شد انتباه البرتقالة ما رأته من الحوار الذي بين الموزة ومن بجانبها فتساءلت قائلة للكولا : انظري ما حل بهؤلاء القوم كأنهم يتناقشون مثلنا ، يا ترى ماذا يقولون ؟!...
الكولا : دعِكِ من الفضول فيما يقولون الأكيد بأنهم يشتمونا لأنهم منزعجون منا ألم تري هذا ؟!
البرتقالة في تساؤل : لماذا ؟ ماذا فعلنا ؟!
الكولا وهي ضاحكة: صوتنا كان عالي قليلاً في الليلة الماضية عندما كنا نتحاور وهم على ما أعتقد منزعجون من هذا ، لم ندع لهم راحة .
البرتقالة في استغراب : لماذا تضحكين ؟ دعينا نخفض أصواتنا لكي لا نزعج أحداً ، هل هذا ممكن ؟
الكولا : ممكن يا عزيزتي إنه ممكن تمامًا ، والآن قولي لي بما أنكِ تبحثين في موقع وكيبيديا ما هي فوائد هذه الموزة ؟ التي أزعجتنا يبدو أنها تسب وتشتم فينا من تظن نفسها أتمنى لو أصب عليها القليل مني لكي تموت ونرتاح منها ، آه ليت الأمر بيدي لدمرتها ولن أجعل منها أي جزء في هذا الوجود ؟ وأضافت الكولا قائلة : هذا إذا كان لها فوائد أساساً ...
نظرت إليها البرتقالة بمزيد من الحيرة وقالت :
" أتعتقدين حقاً أن الكل مثلك ؟! ثم ما هذا الشر الذي بداخلك يا إلهي لقد أخفتني فعلاً ؟! نعم لها فوائد ، وفوائد كثيرة أيضاً منها : يمد الموز الإنسان بالطاقة ويوجد بحث علمي أثبت أن موزتين فقط يمكنها أن تزود جسم الإنسان بطاقة كافية للقيام بتمرين رياضي لمدة 90 دقيقة ؛ لهذا فإن الموز الفاكهة المفضلة للكثير من الرياضيين ، وأيضاً علاج للكآبة ، وعلاج للآلام الدورة الشهرية عند السيدات فهو يحسن المزاج ويمد الجسم بفيتامين ب6 ، و يعالج أيضاً مشكلة الإمساك فهو يحتوي على مستوى عالي من الألياف ، وأيضاً تعتقد العديد من الثقافات بأن الموز يستطيع خفض درجة حرارة الجسم الطبيعية والعاطفية للأمهات الحوامل . وفي تايلاند تأكل النساء الحوامل الموز لضمان ولادة الطفل في درجة حرارة معتدلة .
وأيضاً يوجد نوع أخر من الموز وهو الموز الأحمر وهو محدود الانتشار ذو طعم لذيذ قريب من خليط الموز مع التوت ، وثمرة واحدة منه تكفي عن 3 من الموز الأصفر ، كما أنه يحتوي على فيتامين سي ، فحبة واحدة من الموز الأحمر تغطي 15 % من حاجة الجسم لهذا الفيتامين و
قاطعتها الكولا في ضيق قائلة : هذا يكفي رجاءً ستخرج الغازات من العلبة التي تحتويني إنني أشعر بالغضب الآن فلتصمتي رجاءً ، ثم أني لم أرتاح لها لهذا أود تدميرها ..
قالت لها البرتقالة : هذا هو ردك الدائم عندما لا يعجبك شيء .
🌟🌟🌟🌟🌟🌟
بعد حوار البرتقالة والكولا هذا جاءت إليهنّ الموزة في استحياء وقالت في أسف : أنا أعتذر لكما فقد كنت قبل قليل أسب وأشتم فيكما ؛ لأنكما أزعجتماني فعلاً ، ولكن هذا لا يعني بأني لم أخطئ ، فليس من اللائق أن أنتقد أحد في شيء وأنا افعله ، كان يجب أن أقول لكما ما يزعجني ، ثم أبدأ في الانتقاد ؛ لهذا أنا آسفة .
قالت لها الكولا بمزيد من التأييد والسخرية : فعلاً أنتِ محقة لا يجب أن تفعلي هذا مرة أخرى ، تدخلت البرتقالة فقالت :لا يا عزيزتي فالخطأ منا كان يجب أن نراعي أن الكل ليسوا مجبورين على سماع مناقشاتنا خصوصاً إذا لم يكن لهم بها أي علاقة .
عارضتها الكولا : هذا ليس صحيحاً فهم لهم كل العلاقة ، فقبل قليل مثلاً كانت البرتقالة تتحدث عن فوائدكِ يا عزيزتي في حين أنكِ كنتِ تشتمين فينا ، لدرجة أنه كدتُ أن أجن منها .
قالت الموزة في فرح : حقاً ! شكراً لكِ فأنتِ لطيفة وأعتذر مجدداً عن ما قلت .
ثم ذهبت الموزة إلى الجهة المقابلة من الثلاجة لترتاح ، عندها نظرت البرتقالة إلى الكولا في تعجب : بالمناسبة أنتِ أيضاً كنتِ تسبينها ، على الأقل لديها الشجاعة لتعترف بأخطائها وليست مثلكِ !.
الكولا : ولكني لم أسبها يا عزيزتي يبدو أنكِ تتوهمين هذه الأشياء ، كل ما قلته أني لم أرتاح لها ولا أعتقد بأن هذه سبه لها .
قالت البرتقالة في استسلام : على العموم فأنا وأنتِ لدينا نظرة مختلفة للأشياء .
***
....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق