بدريات

مدونة رأي شخصي ... أو جنون ... قد تجدوني لا عقلانية ... أكتب بالفصحى والعامية كنت أكتب لأبدع... والآن أكتب لأرتاح

أخبار المدونة

السبت، 30 يونيو 2018

رواية صراع الأفضلية ، الفصل الثاني





صراع الأفضلية ٢










في اليوم التالي في نفس الثلاجة ولكنه الآن في وقت الظهيرة : قالت الموزة في ضجر للخيار بعد أن ضاقت ذرعاً من حوار البرتقالة والكولا في ليلة الأمس : ألا ترى بأننا نعاني كل يوم في هذه الثلاجة ؟ وخصوصاً عندما نستمع لحوار هاتين المجنونتين ، كل واحدة منهنّ تريد أن تثبت أنها الأفضل ، وما ذنبنا نحن لنسمع فضائل هذه أو تلك ؟!..
قال الخيار بعد تفكير : معكِ حق ولكن لا تنسي بأن لا أحد منا سيبقى ، فغداً أو بعد غد سيتم أكل البرتقالة أو شُرب الكولا ؛ لهذا لا داعي للقلق ، تعلمين أيضاً أن تلك الفتاة المدعوة سلمى تحب شرب الكولا بشكل لا يصدق ؛ لهذا أعتقد بأنّا سنتخلص من الكولا ولن يبقى أحد يدخل في شجار مع البرتقالة ...

قالت الموزة في يأس : متى سيجيء هذا اليوم ؟ ولكني أرى بأن البرتقالة هي التي تبدأ هذا الحوار السخيف كل يوم ولا تدعنا في سلام مطلقاً ...
الخيار : وهي أيضاً ستذهب في هذه العائلة فتى يدعى قتادة أنه مهتم بصحته ، كل يوم يأكل برتقالة قبل التمارين الرياضية بساعتين ...

الموزة في إصرار : ولكنه سيأتي ببرتقال جديد إذا انتهى وسلمى ستأتي بكولا ولن نرتاح أبداً ... ما رأيُك بأن نتخلص نحن منهنّ ولا ننتظر أملاً من أحد ، ألم تسمع المقولة التي تقول ؟! : " إذا أرت تغيير فعلاً ابدأ أنت به ثم البقية سيقلدونك " ...
الخيار في حيرة : لا لم أسمع بها من أين أتيتِ بها ؟!..

الموزة في فرحة : إنها من رأسي هذا المعقوف ، ألا ترى بأن لوني بدأ يتغير ؟ أظن بأني سأنتهي وستبقى البرتقالة والكولا في حوارهما المزعج هذا كل يوم ...فلتنسى مسألة التغيير أعتقد بأن لا وقت لديّ لهذا ...
تدخل الباذنجان في حماس : ألا تقولين أن التغيير رائع ، حتى لو لم يبقى في عمرك إلا يوم واحد فلتعيشيه كما تتمنين ، ليس بالضرورة أن تنتقمي منهما ، ولكن هل جربتِ الحوار معهما في الأشياء التي تزعجك ؟!
الموزة : فعلاً إنك محق ، يجب أن أجرب الطرق السلمية أولاً ، ثم بعدها أبدأ في ثرثرتي المملة ، إنني متأسفة لك أيها الخيار ولبقية الخضروات والفواكه في هذه الثلاجة ، لقد كنتُ أنتقد البرتقالة والكولا ، وفي نفس الوقت كنتُ افعل ما فعلاه في إزعاج الكل بحوارهما ...
قالت البيضة : يجب أن تتقبلي من في هذه الثلاجة بكل ما فيها من اختلافات ، ثم إنهما لم يرتكبا جرماً لقد كانا يتناقشان فقط ، وهذا من حقهما ...
***
🌟🌟🌟🌟🌟

في الجهة المقابلة من الثلاجة كانت الكولا والبرتقالة بجانب بعضهما بعد حوارهما السابق في الليلة الماضية ينظران في البقية ، وقد شد انتباه البرتقالة ما رأته من الحوار الذي بين الموزة ومن بجانبها فتساءلت قائلة للكولا : انظري ما حل بهؤلاء القوم كأنهم يتناقشون مثلنا ، يا ترى ماذا يقولون ؟!...
الكولا : دعِكِ من الفضول فيما يقولون الأكيد بأنهم يشتمونا لأنهم منزعجون منا ألم تري هذا ؟!
البرتقالة في تساؤل : لماذا ؟ ماذا فعلنا ؟!
الكولا وهي ضاحكة: صوتنا كان عالي قليلاً في الليلة الماضية عندما كنا نتحاور وهم على ما أعتقد منزعجون من هذا ، لم ندع لهم راحة .
البرتقالة في استغراب : لماذا تضحكين ؟ دعينا نخفض أصواتنا لكي لا نزعج أحداً ، هل هذا ممكن ؟
الكولا : ممكن يا عزيزتي إنه ممكن تمامًا ، والآن قولي لي بما أنكِ تبحثين في موقع وكيبيديا ما هي فوائد هذه الموزة ؟ التي أزعجتنا يبدو أنها تسب وتشتم فينا من تظن نفسها أتمنى لو أصب عليها القليل مني لكي تموت ونرتاح منها ، آه ليت الأمر بيدي لدمرتها ولن أجعل منها أي جزء في هذا الوجود ؟ وأضافت الكولا قائلة : هذا إذا كان لها فوائد أساساً ...
نظرت إليها البرتقالة بمزيد من الحيرة وقالت :

" أتعتقدين حقاً أن الكل مثلك ؟! ثم ما هذا الشر الذي بداخلك يا إلهي لقد أخفتني فعلاً ؟! نعم لها فوائد ، وفوائد كثيرة أيضاً منها : يمد الموز الإنسان بالطاقة ويوجد بحث علمي أثبت أن موزتين فقط يمكنها أن تزود جسم الإنسان بطاقة كافية للقيام بتمرين رياضي لمدة 90 دقيقة ؛ لهذا فإن الموز الفاكهة المفضلة للكثير من الرياضيين ، وأيضاً علاج للكآبة ، وعلاج للآلام الدورة الشهرية عند السيدات فهو يحسن المزاج ويمد الجسم بفيتامين ب6 ، و يعالج أيضاً مشكلة الإمساك فهو يحتوي على مستوى عالي من الألياف ، وأيضاً تعتقد العديد من الثقافات بأن الموز يستطيع خفض درجة حرارة الجسم الطبيعية والعاطفية للأمهات الحوامل . وفي تايلاند تأكل النساء الحوامل الموز لضمان ولادة الطفل في درجة حرارة معتدلة .
وأيضاً يوجد نوع أخر من الموز وهو الموز الأحمر وهو محدود الانتشار ذو طعم لذيذ قريب من خليط الموز مع التوت ، وثمرة واحدة منه تكفي عن 3 من الموز الأصفر ، كما أنه يحتوي على فيتامين سي ، فحبة واحدة من الموز الأحمر تغطي 15 % من حاجة الجسم لهذا الفيتامين و

قاطعتها الكولا في ضيق قائلة : هذا يكفي رجاءً ستخرج الغازات من العلبة التي تحتويني إنني أشعر بالغضب الآن فلتصمتي رجاءً ، ثم أني لم أرتاح لها لهذا أود تدميرها ..
قالت لها البرتقالة : هذا هو ردك الدائم عندما لا يعجبك شيء .
🌟🌟🌟🌟🌟🌟

بعد حوار البرتقالة والكولا هذا جاءت إليهنّ الموزة في استحياء وقالت في أسف : أنا أعتذر لكما فقد كنت قبل قليل أسب وأشتم فيكما ؛ لأنكما أزعجتماني فعلاً ، ولكن هذا لا يعني بأني لم أخطئ ، فليس من اللائق أن أنتقد أحد في شيء وأنا افعله ، كان يجب أن أقول لكما ما يزعجني ، ثم أبدأ في الانتقاد ؛ لهذا أنا آسفة .
قالت لها الكولا بمزيد من التأييد والسخرية : فعلاً أنتِ محقة لا يجب أن تفعلي هذا مرة أخرى ، تدخلت البرتقالة فقالت :لا يا عزيزتي فالخطأ منا كان يجب أن نراعي أن الكل ليسوا مجبورين على سماع مناقشاتنا خصوصاً إذا لم يكن لهم بها أي علاقة .
عارضتها الكولا : هذا ليس صحيحاً فهم لهم كل العلاقة ، فقبل قليل مثلاً كانت البرتقالة تتحدث عن فوائدكِ يا عزيزتي في حين أنكِ كنتِ تشتمين فينا ، لدرجة أنه كدتُ أن أجن منها .

قالت الموزة في فرح : حقاً ! شكراً لكِ فأنتِ لطيفة وأعتذر مجدداً عن ما قلت .
ثم ذهبت الموزة إلى الجهة المقابلة من الثلاجة لترتاح ، عندها نظرت البرتقالة إلى الكولا في تعجب : بالمناسبة أنتِ أيضاً كنتِ تسبينها ، على الأقل لديها الشجاعة لتعترف بأخطائها وليست مثلكِ !.
الكولا : ولكني لم أسبها يا عزيزتي يبدو أنكِ تتوهمين هذه الأشياء ، كل ما قلته أني لم أرتاح لها ولا أعتقد بأن هذه سبه لها .
قالت البرتقالة في استسلام : على العموم فأنا وأنتِ لدينا نظرة مختلفة للأشياء .
***
....

 
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات