بدريات

مدونة رأي شخصي ... أو جنون ... قد تجدوني لا عقلانية ... أكتب بالفصحى والعامية كنت أكتب لأبدع... والآن أكتب لأرتاح

أخبار المدونة

الاثنين، 30 يوليو 2018

رواية صراع الأفضلية ، الفصل الثالث

صراع الأفضلية ٣











يوم مشمس يطل على حديقة أبو قتادة حيث تنشرُ الشمس أشعتها على الطاولة التي لطالما كانت مكان العائلة لأكل الطعام عليها ، تحت شجرة الليمون الرائعة التي تصطف بجانب شجرة اللوز في خيلاء في منظر يبعث الراحة في النفس البشرية مع نسمات الهواء العليل اجتمعت العائلة حول مائدة الطعام ، أبو قتادة ، و أم قتادة ، وسلمى وقتادة ، والخال إياد ...
قال إياد في ضجر : يا أختي العزيزة لقد طال انتظارنا لطعامكِ اللذيذ ألن يأتي أبداً ؟ وهذه الطاولة لا تحتوي إلا على فواكه وخضروات ومشروبات غازية ،أين هي الكبسة بحقِ الله ؟! ..


قال الخيار في سرور : أسمعتم يا معشر الفواكه والخضروات ، هذا يعني أنه لن يأكلنا اليوم هذا المغفل ...
قالت الموزة في ضيق : ولكنّ هذا يعني بأننا لا نعجب هذا المغفل ...
تدخلت البرتقالة بالقول : لا عليكم إننا نعجب قتادة وسوف يأكل أحدنا إنه فتى رائع أفكاره لا تشبه البقية ...
قال البيبسي في فخر بنفسه : أما أنا فلا شأن لي بكم إذا لم يشربني إياد بعد الكبسة ، أظن بأن سلمى ستفعلها ، فلا يخفى عليكم بأني أعجب الكل ..

تدخلت الكولا قائلة : نعم يا عزيزي فأنا وأنت متشابهان ولنا شعبية ...
قالت البيضة للباذنجان وهي ضاحكة : انظر للكولا إنها تريد أن تثير إعجاب البيبسي بها ...
نظر الخيار والبرتقالة والموز لبعضهم وضحكوا من قول البيضة ، فنظرت إليهم الكولا في قهر وبغض ...
قال لها الباذنجان : إنه مغرور لا يهتم إلا بنفسه ويرى أنه أفضل من الكل ...

" ولكن هل تعلمون لماذا سمي بالبيبسي ؟!" هذا ما قالته لهم البرتقالة بعد أن ضحكوا
نظر الجميع إلى بعضهم في حيرة وقالوا في صوتٍ واحد : " لا ، لا نعلم ، أخبرينا إذا كان لديك علم "
" لكي نعرف من أين أتى هذا المتعجرف بهذا الاسم " هذا ما قاله الباذنجان في أمل أن يكون سبب التسمية مضحك ليطلق النكات بها عليه

قالت له الكولا في غضب : لن يتحقق الذي ببالك أيها اللون البنفسجي
" أتت من إنزيم الببسين الذي يساعد على الهضم وذلك لأنه في البداية كان يحتوي على هذا الإنزيم , وكان البيبسي يستعمل كدواء مساعد في عملية الهضم , والبيبسي وغيرها من المنتجات المماثلة يحتوي على كميات كبيرة من السكر ، والإفراط في تناول السكر هو أحد العوامل المساهمة في تطوير أنواع معينة من مرض السكري وغيرها " هذا ما قالته البرتقالة في محاولة لتخفيف حدة الجدال ..

كان البيبسي يستمع لهم ولم ينطق بشيء وينظر لهم بتعالي ويشعر أنه الأفضل مهما قيل عنه
" يا إلهي، من تظن نفسك يا هذا لتنظر لنا هكذا " هذا ما قالته البيضة بعد أن اشتطاطت غضباً من نظرته
" أظن بأني الأفضل ، وهذا ليس من شأنك فلتذهبي إلى أمك الدجاجة وتطلبي منها بأن تأتِ لكِ بإخوان مثلك لتتجادلي معهم وتدعي من هو أفضل منك في حاله "

" إن معه كل الحق " هذا ما قالته الكولا
" وأنتِ ألم تملي من كونكِ موافقة له حتى في عنجهيته ؟!"
" لا لم أملَ ثم أنه مثلي ولهذا إن دافعت عنه فأنا أدافع عن نفسي "
" حتى في الباطل !! حقاً أنكما متشابهان " هذا ما قالته البيضة ثم غادرت في عدم أمل منهما ...

التفت قتادة إلى خاله قائلاً : خالي كل من هذه الفواكه أو السلطة قبل أن تأتي الكبسة ...
إياد : لا أريد يا ابن أختي ، ما أريده في هذا الوقت هوووو الكبسة ، والكبسة فقط ...
ضحكت سلمى من خالها : ألا ترى بأنه مجنون بحب الكبسة ، ونصائحك الصحية هذه لن تفيد معه في شيء ...
تدخل الأب قائلاً : ومن قال لكم بأن الكبسة مضرة ؟!

قالت سلمى في فرح : أنه أبنك المدلل يرى بأن كل شيء مضر بالصحة ...
قال قتادة مدافعاً عن نفسه : لا تصدقها يا أبي لم أقل بأن الكبسة مضرة ، ولكني أقول هذا لخالي ؛ لأنه لا يأكل باعتدال ولا يمارس أي تمارين رياضية وقد بدا يظهر له كرش ، وتعلم بأن لجسمك عليك حق ..
الأب : إذا كان هذا ما تقول يا بُني فمعك كل الحق ...

تدخل أم قتادة في هذه اللحظة وهي تحمل صحن الكبسة التي تفوح رائحتها اللذيذة في كل مكان ...
الأم : ها قد وصلت كبسة أخي التي يجن بها ، فلتأكل يا أخي العزيز حتى يشتكي بطنك منك ...
قال إياد ضاحكاً : سأفعل يا أختي العزيزة ...

قال قتادة معارضاً لأمه : يا أمي إنكِ تشجعينه على أسلوبه الخاطئ ، ما معنى أن يأكل حتى يشتكي بطنه ، بل قولي له كما قال الرسول : " بحسب ابن أدم لقيمات يقمن صلبه للكسب ، فإن كان لابد فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس "
قال الجميع عليه الصلاة والسلام ...



نهاية الفصل الثالث : دمتم بود

إذا أردتم قراءة الفصل الرابع فضغطوا هنا
بدرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات