صراع الأفضلية ٣
يوم مشمس يطل على حديقة أبو قتادة حيث تنشرُ الشمس أشعتها على الطاولة التي لطالما كانت مكان العائلة لأكل الطعام عليها ، تحت شجرة الليمون الرائعة التي تصطف بجانب شجرة اللوز في خيلاء في منظر يبعث الراحة في النفس البشرية مع نسمات الهواء العليل اجتمعت العائلة حول مائدة الطعام ، أبو قتادة ، و أم قتادة ، وسلمى وقتادة ، والخال إياد ...
قال إياد في ضجر : يا أختي العزيزة لقد طال انتظارنا لطعامكِ اللذيذ ألن يأتي أبداً ؟ وهذه الطاولة لا تحتوي إلا على فواكه وخضروات ومشروبات غازية ،أين هي الكبسة بحقِ الله ؟! ..
قال الخيار في سرور : أسمعتم يا معشر الفواكه والخضروات ، هذا يعني أنه لن يأكلنا اليوم هذا المغفل ...
قالت الموزة في ضيق : ولكنّ هذا يعني بأننا لا نعجب هذا المغفل ...
تدخلت البرتقالة بالقول : لا عليكم إننا نعجب قتادة وسوف يأكل أحدنا إنه فتى رائع أفكاره لا تشبه البقية ...
قال البيبسي في فخر بنفسه : أما أنا فلا شأن لي بكم إذا لم يشربني إياد بعد الكبسة ، أظن بأن سلمى ستفعلها ، فلا يخفى عليكم بأني أعجب الكل ..
تدخلت الكولا قائلة : نعم يا عزيزي فأنا وأنت متشابهان ولنا شعبية ...
قالت البيضة للباذنجان وهي ضاحكة : انظر للكولا إنها تريد أن تثير إعجاب البيبسي بها ...
نظر الخيار والبرتقالة والموز لبعضهم وضحكوا من قول البيضة ، فنظرت إليهم الكولا في قهر وبغض ...
قال لها الباذنجان : إنه مغرور لا يهتم إلا بنفسه ويرى أنه أفضل من الكل ...
" ولكن هل تعلمون لماذا سمي بالبيبسي ؟!" هذا ما قالته لهم البرتقالة بعد أن ضحكوا
نظر الجميع إلى بعضهم في حيرة وقالوا في صوتٍ واحد : " لا ، لا نعلم ، أخبرينا إذا كان لديك علم "
" لكي نعرف من أين أتى هذا المتعجرف بهذا الاسم " هذا ما قاله الباذنجان في أمل أن يكون سبب التسمية مضحك ليطلق النكات بها عليه
قالت له الكولا في غضب : لن يتحقق الذي ببالك أيها اللون البنفسجي
" أتت من إنزيم الببسين الذي يساعد على الهضم وذلك لأنه في البداية كان يحتوي على هذا الإنزيم , وكان البيبسي يستعمل كدواء مساعد في عملية الهضم , والبيبسي وغيرها من المنتجات المماثلة يحتوي على كميات كبيرة من السكر ، والإفراط في تناول السكر هو أحد العوامل المساهمة في تطوير أنواع معينة من مرض السكري وغيرها " هذا ما قالته البرتقالة في محاولة لتخفيف حدة الجدال ..
كان البيبسي يستمع لهم ولم ينطق بشيء وينظر لهم بتعالي ويشعر أنه الأفضل مهما قيل عنه
" يا إلهي، من تظن نفسك يا هذا لتنظر لنا هكذا " هذا ما قالته البيضة بعد أن اشتطاطت غضباً من نظرته
" أظن بأني الأفضل ، وهذا ليس من شأنك فلتذهبي إلى أمك الدجاجة وتطلبي منها بأن تأتِ لكِ بإخوان مثلك لتتجادلي معهم وتدعي من هو أفضل منك في حاله "
" إن معه كل الحق " هذا ما قالته الكولا
" وأنتِ ألم تملي من كونكِ موافقة له حتى في عنجهيته ؟!"
" لا لم أملَ ثم أنه مثلي ولهذا إن دافعت عنه فأنا أدافع عن نفسي "
" حتى في الباطل !! حقاً أنكما متشابهان " هذا ما قالته البيضة ثم غادرت في عدم أمل منهما ...
التفت قتادة إلى خاله قائلاً : خالي كل من هذه الفواكه أو السلطة قبل أن تأتي الكبسة ...
إياد : لا أريد يا ابن أختي ، ما أريده في هذا الوقت هوووو الكبسة ، والكبسة فقط ...
ضحكت سلمى من خالها : ألا ترى بأنه مجنون بحب الكبسة ، ونصائحك الصحية هذه لن تفيد معه في شيء ...
تدخل الأب قائلاً : ومن قال لكم بأن الكبسة مضرة ؟!
قالت سلمى في فرح : أنه أبنك المدلل يرى بأن كل شيء مضر بالصحة ...
قال قتادة مدافعاً عن نفسه : لا تصدقها يا أبي لم أقل بأن الكبسة مضرة ، ولكني أقول هذا لخالي ؛ لأنه لا يأكل باعتدال ولا يمارس أي تمارين رياضية وقد بدا يظهر له كرش ، وتعلم بأن لجسمك عليك حق ..
الأب : إذا كان هذا ما تقول يا بُني فمعك كل الحق ...
تدخل أم قتادة في هذه اللحظة وهي تحمل صحن الكبسة التي تفوح رائحتها اللذيذة في كل مكان ...
الأم : ها قد وصلت كبسة أخي التي يجن بها ، فلتأكل يا أخي العزيز حتى يشتكي بطنك منك ...
قال إياد ضاحكاً : سأفعل يا أختي العزيزة ...
قال قتادة معارضاً لأمه : يا أمي إنكِ تشجعينه على أسلوبه الخاطئ ، ما معنى أن يأكل حتى يشتكي بطنه ، بل قولي له كما قال الرسول : " بحسب ابن أدم لقيمات يقمن صلبه للكسب ، فإن كان لابد فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس "
قال الجميع عليه الصلاة والسلام ...
نهاية الفصل الثالث : دمتم بود
إذا أردتم قراءة الفصل الرابع فضغطوا هنا
إذا أردتم قراءة الفصل الرابع فضغطوا هنا
بدرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق