بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة ريال ٤
بقي الريال حبيس المحفظة لثلاثة أشهر، لم يلمسه أحد حتى عمر نفسه فقد نسي
أنه معه حتى، شعر الريال بالضجر لبقائه لوحده، وعندما بدأ يعتاد على الجنيهات ويصبح
لديه أصدقاء، يتم استبدالهم بأخرى جديدة، تعب من محاولة التكيف وأن يعيد قصته لكل
من أتى
لم يحتمل الريال البقاء لثلاثة أشهر، وراح يقول لنفسه:
_أيها الأحمق ألم تكن تتمنى البقاء لسنة دون أن يلمسك أحد، ولم
تحتمل ثلاثة أشهر؟!
☆☆☆☆☆
ذهب عمر إلى جامعته في الصباح الباكر، الجامعة التي يوجد بها جماعة من
الطلاب شكلوا حزبًا ليتنمروا به على غيرهم ممن يرونه أضعف منهم
أصدقاء عمر حذروه منهم ومن الاقتراب أو حتى محاولة فتح حديث معهم، ولكنه
لم يستطع منع نفسه من التدخل عندما رآهم يتنمرون على طالب، وأصبح بالفعل في
القائمة السوداء بالنسبة لهم
في السعودية
طفلة الثانية عشر من العمر، بشعر
مسترسل وبيدها قطعة الشوكولاتة تأكلها كل حين وآخر، عقلها الذي يذهب بها من مكان
لآخر، أخذت تمشي وهي تفكر وعندما لم تجد حلًا لأفكارها، قررت أن تجلس بجانب
عائلتها نظرت إلى والدها متسائلة:
_ أبي هل تظن بأن ذلك الريال سيعود؟
_ ماذا أيُّ ريال هذا؟!
_ ريال كتبت عليه جملة؛ لأنني ظننت بأني سأراه قريبًا، ولكنه لم يعد بعد
_ فاطمة! بنيتي الكتابة على المال هي مثل الكتابة على الجدران، أترضين أن
أشخبط على وجهك وأنتِ نائمة؟!
ردت بعفوية طفولية:
_ لا، علمت الآن أنه لم يكن عليّ أن أفعل ما فعلت، ولكن هل سيعود؟
_ لا أدري ربما!
☆☆☆☆☆
مصر
ارتطم الريال بالأرض وهو بداخل المحفظة عندما تشاجر عمر مع جماعة
المتنمرين، جاءت الشرطة وأخذت الجميع
بقيت المحفظة على الأرض حتى ألتقطها أحد المارة، كان طفل فضولي آخر ذي
خمسة سنوات من العمر، فتحها نظر بداخلها وأخذ يتصفح كل شيء يدفعه فضول الأطفال حتى
رأته أمه وسألته:
_ لمن هذه؟!
_ لا أعلم، وجدتها على الأرض
خاطبته أمه بنفس لهجته الطفولية:
_ بنيّ! أنت تعلم أننا لا يجب أن نفتش في أغراض الآخرين دون أذنهم
ثم أخذت الهوية التي كانت بيد طفلها وقالت:
_ وشيء كهذا هو مهم لمن فقده؛ إذا وجدنا شيء كهذا
هذا يعني أننا يجب أن نساعد من فقد أشياءه
سأل الطفل بكل براءة:
_ وكيف نساعده؟
أمسكت الأم بيد طفلها وذهبت به إلى أقرب مكان للتبليغ عن الأشياء
المفقودة، وراحت تشرح له كل شيء
وصل الريال لعمر مرة أخرى، عوقب عمر بالفصل لمدة أسبوع من الجامعة هو وتلك
الجماعة الذين دخلوا في مشاجرة معه، أستغل مدة فصله للتعرف على الحضارة المصرية؛ التي بسببها تعرضت مصر للغزو
من الكثير من القوى الأجنبية، ولكنها نجت من كل المصاعب التي حاولت نهبها
تجول كثيرًا في الأمكان التاريخية، أخذت الجنهيات تشرح للريال الأشياء
التي لم يقلها الدليل السياحي لعمر
☆☆☆☆☆
تعب الريال كثيرًا من وجوده في المحفظة وعدم إستخدامه وكأنه ليس موجود،
فالتهميش أصعب من استخدامه بشكل سيء!
قرر أن يحاول الخروج بنفسه ولكنه لم يستطع، لم يطل إنتظاره طويلًا حتى
راح عمر يفتش في محفظته ليرى كم يملك مالًا؛ ليشتري ما يحتاجه لسكنه الجامعي
بالقرب من أحد المحلات، عندما كان يفعل هذا سقط الريال من المحفظة فحاول اللحاق به
ولكن الريح كان لها رأي آخر حيث نقلته لمكان لم يستطع عمر إيجاده فقال لنفسه:
_ ما هو إلا ريال! دعك منه وأبحث عن ما جئت لأجله
كان الريال يحلق عاليًا ما بين الأرض والسماء حتى سقط على ظل إحدى الشجر
الملئ بالأوراق المتساقطة منها معلنة أن الخريف قد حل
☆☆☆☆☆
نهاية الجزء الرابع
القاكم على خير في الجزء الأخير إن شاء الله: بدرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق