بدريات

مدونة رأي شخصي ... أو جنون ... قد تجدوني لا عقلانية ... أكتب بالفصحى والعامية كنت أكتب لأبدع... والآن أكتب لأرتاح

أخبار المدونة

السبت، 16 نوفمبر 2019

رحلة ريال ١

بسم الله الرحمن الرحيم 




 ١

 

بدأت هذه الرحلة من خلال فتاة أسمها فاطمة فقد كانت هذه الفتاة تفكر دائماً ماذا يحصل للريال ( عملة سعودية ) عندما ينتقل بين الناس والدول؟! وماذا يحصل له في هذه الرحلة؟!

قررت فاطمة أن تكتب عبارة على الريال وتأمل أن يعود إليها في يوم ما، وقد كتبت العبارة التالية:

" أكبر خطأ يرتكبه اﻹنسان أن يشعر أنه لا يخطئ"

وفي الحال ذهبت فاطمة إلى أقرب محل لتشتري بهذا الريال ومنها ستبدأ رحلته

قررت فاطمة أن تشتري به حلوى لأخيها الصغير وعندما مددته للبائع قالت في همس: آمل أن تعود يوما ما أيها الريال

وداعاً

☆☆☆ 

البائع

لقد خرجتُ اليوم من منزلي وأنا أشعر بالغضب الشديد من طفليّ، لقد كسرا جهاز الريموت وأنا لم أشتريه سوى بالأمس، آه وزوجتي أيضًا ستصيبني بالجنون إنها لا تعرف كيفية الطبخ وتضع الكثير من الملح في الطعام، وتقوم بكسر العديد من الصحون، وأنا غاضب بسبب أحد أصدقائي الذي مر ولم يسلم عليّ هل كان يتجاهلني؟! وأتساءل دائمًا لماذا يفعلون كل هذا بي ؟! هل يريدون قيادتي للجنون أم ماذا؟

لقد خرجت للحظة من غضبي عندما أتت إليّ فتاة واشترت حلوى وأعطتني ريالاً في المقابل لقد رأيتُ في عينيها كمن يودع حبيباً لا عملة ورقية، لقد جعلتني أضحك في داخلي وأقول ما بال هذه أيضًا؟! هل تعيش قصة حب مع عملة ورقية؟! يبدو أن هذا العالم مليء بغريبي الأطوار!

☆☆☆

وعندما ذهبتْ رأيتُ جملة مكتوبة على هذه العملة الورقية وكأنها إشارة من القدر بأن حياتي بها أخطاء كثيرة، قال البائع محدثًا نفسه:

كنتُ اعتقد بأني لا أخطئ مطلقًا، وبأن كل عيب وخطأ هو من الآخرين وليس مني

معاملتي لأولادي وزوجتي وأصدقائي كانت سيئة عندها أدركتُ ما كنتُ أفعل بحياتي، هذه الفتاة أشترت الحلوى مني ولكني أشعر بأنها كمن أهداني أخطائي، والأسوأ من هذا كله عندما كانت زوجتي تحاول أن تريني أخطائي، كنتُ أصرخ عليها وأبدأ بمقارنة خطئي مع خطأ أحد جيراني؛ لكي أريها بأني لم أُخطئ أو أهوّن خطئي بدلًا من الاعتراف به وتصحيحه

 ☆☆☆

نظر إليه ( الريال ) في ضجر وقال في نفسه: يا سيدي لست فقط من يفعل هذا لقد دخلت إلى جيوب ومحافظ كثيرة ورأيتُ العجائب

 

في هذه الأثناء دخل شاب في العشرين من عمره متوسط الطول إلى المحل ومعهُ مئة ريال يريد صرفها إلى ريالات،

قال للبائع: مرحبًا! يا عم أحمد كيف حالك اليوم؟

رد البائع: بخير من الله، وأنت ماهي أحوالك؟

رد الشاب قائلًا: أنا أيضًا بخير، أه في الحقيقة أريد صرف هذه المئة إلى عشرات وريالات وخمسات ربما إن استطعت؟

أجل أستطيع تفضل ها هي، ثم وضع البائع ريال فاطمة مع العملة المصروفة

ثم قال الشاب فرحًا: أتعرف يا عم أريد السفر إلى مصر لإكمال دراستي؟

تهانينا يا بني، تعود بالسلامة إلى أهلك إن شاء الله

إن شاء الله

☆☆☆ 

نظر الريال وهو في يد الشاب إلى كليهما وقال في غضب وهو يحدث نفسه: أي تهاني هذه يا رجل؟ ربما سيأخذني معهُ إلى مصر؟ ربما لن أعود إلى فاطمة؟

آه لحظة قليلًا أسأحوّل إلى جنية؟ إلى كم سأكون في نسخة؟ يا لهذا الإزعاج! قال وهو يريد البكاء من شدة اليأس: أريد العودة حالًا!

لماذا تفعلين بي هذا يا فاطمة ؟؟ لماذا؟!





دمتم بخير : بدرية
الجزء الثاني سأنشره قريبًا بإذن الله 
إذا أصبحت مشاهدات هذه التدوينة ١٠٠ سأكمل كتابة الجزء الثاني








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحات