﷽
كان في
جيب ذلك الشاب أيضًا خمسة ريال
قالت وهي تنظر إلى الريال: أيها الأحمق هل تظن
حقًا بأنك ستحول إلى جنية؟ أجل! ستحول ولكن لن تكون في مصر، ما الذي سيجعل
المصريين الذين يتعاملون بالجنية أن يتداولون ريال سعودي، سيأخذ هذا الشاب ما
تساويه بالجنية فقط، ولكنك في الحقيقة ستكون في السعودية
يا
للروعة، قال الريال فرحًا هل حقًا سأبقى هنا
الخمسة: أجل أيها الأحمق! ولكن قد يحدث شيئًا ما يغير مجرى الأحداث
الريال: ماذا تقولين الآن؟! ألم تقولي بأن المصريين لهم عملتهم الخاصة ولا يتم تداولي
هناك ؟ ماذا الآن ؟
ردت
الخمسة بعد سكوت خفيف: قد يريد هذا الشاب ألا يتم تحويلك ويريد أن تبقى معه،
كتذكار مثلًا ويضعك مع الجنيهات في محفظته هذه ويذهب بك إلى هناك، من يعلم!
ثم
أكملت بفرحة: ولكن الأكيد من هذا كله بأنه لن يجعلني أنا كتذكار فقيمتي أكثر منك
الريال: ماذا؟! حتى ولو كانت قيمتك أكثر مني كما تقولين من يعلم ما الذي قد يفكر به هذا
الشاب
أكمل
ضاحكًا: قد يريد بأن تكوني أنتِ التذكار
الخمسة: هل تمزح معي الآن! لقد كنتُ مع الكثيرين عندما
أرادوا السفر وعند تحويل العملة لم يأخذني أحد قط كتذكار، في الغالب تكون أنت أو
الهللة أو النصف منك أو الربع الذي يكون عملة معدنية
ردّ
الريال في تشكك: كما أعلم أنا
أيضًا من خلال تجوالي مع الكثيرين، بأن هذا الذي يسمى العقل لدى البشر ويتفاخرون
به يختلف من شخص لآخر
كانت
الخمسة مثل الذي قد أقتنع؛ لهذا لم تقل شيئًا فعمّ الهدوء داخل المحفظة
أعلن
المساء تمرده عندما غشى الصباح ليأتي معلنًا عن حضوره، بعد حضور المساء بدأ
الظلام يغشى السماء، وهنا وجدت النجوم الفرصة لتزيينها للسماء، غار القمر من
النجوم فأعلن عن ظهوره ليقول لهم في رسالة مفادها: بأني أكثر منكم ضوءً وأنتم
مجتمعين
في هذه اللحظة أيضًا اقتربت سحابة صغيرة من
القمر وكأنها تتودد إليه، حضنت السماء الجميع في فرح وكأنها أم للجميع
أوى عمر
إلى فراشة فلديه الكثير ليقوم به في صباح الغد، قبل أن ينام قام بوضع محفظته على
الطاولة التي هي بالفعل قريبة جدًا من السرير في الجزء العلوي منه أي أنها بجانب
رأس عمر، ثم وضع جواله الذي قام بضبطه على المنبة لصلاة الفجر، ثم قرأ المعوذات
ونام
في
الصباح قام عمر ببعض التمارين الرياضية، ثم ذهب بعدها للاستحمام، ولبس ثيابًا
جديدة ليذهب إلى أصدقائه ويودعهم قبل الذهاب إلى المطار، ضحك كثيرًا مع أصحابه
ولعبوا ايضًا ووضعوا مثل التخييم أو رحلة بسيطة لأجله؛ لأنهم سيكملون دراستهم هنا
في السعودية، وهو سيكملها في مصر وربما لن يروا بعضهم لفترة طويلة
في
فترة العصر عاد عمر لأهله ليودعهم ليتوجه بعدها للمطار مباشرة، بعد توديعهم ذهب
إلى غرفته وأخذ الأشياء التي يحتاجها للذهاب، أخذ محفظته وتأكد من محتوياتها؛
ليتأكد أنه لم ينسى شيئًا
الريال:
ارجوك اخرجني من هنا أيها الأحمق! أتنوي حقًا الذهاب بي معك؟
في هذه
اللحظة أغلق عمر المحفظة دون أن يخرج الريال منها ووضعها في جيبه
الريال:
تبًا! سيذهب بي ( قالها بشيء من الحزن المخلوط بالدموع)
الجنيهات:
نظرت إلى الريال ضاحكة وهي تقول أهلًا وسهلًا بك معنا يبدو أننا سنعيش مغامرة لا
تنسى
الريال:
بحق الله! لا أريد أي مغامرات لقد تعبت أريد أن أوضع في صندوق صغير مع بعض
التذكارات القديمة ويتم وضعي في ذلك الشيء الذي يضعه الناس في الخزانة ولا ينظرون
إليه إلا بعد سنوات طوال، لا أريد أن يمسني أحد على الأقل لخمس سنوات أكاد اتمزق
من كثرة الأيدي التي أمسكت بي، وكأنه لم يكن ينقصني سوى هذه الغبية فاطمة لتكتب
عليّ! ألم يعلمها أحد أن هذا خطأ في المدرسة؟ أو هم فقط مهتمين بالجدران؟!
هل هذا
شيء عظيم لأتمناه؟! لو يتركوني فقط لسنة واحدة سأكون ممتنًا
_ هذه
أحلام اليقظة كما يقول البشر وحلم إبليس بالجنة! ألا ترى بأنهم مهوسون بنا حتى
أنهم قد يقتلون بعضهم لأجلنا أو قد يفعلون أشياء لا يشعرون بالرضا لفعلها ولكنهم
يفعلونها على أية حال؟! كل هذا لأجلنا ألا ترى أننا نفقدهم صوابهم؟
_ هل
يجب أن أشعر بالسعادة لأني أفقدهم صوابهم؟!
دمتم بخير: بدرية
لم أنتهي بعد منها الآن أكتب في الجزء الرابع، عندما أنتهي ستكون في كتاب على موقع أمازون إن شاء الله أو سأنشرها هنا لا أعلم بعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق