صراع الأفضلية ٥
يوم هادئ أخر يمر على الفاكهة والخضروات وجميع الأصناف التي بداخل الثلاجة ، مع الضوء الخافت للمبة الثلاجة والبرد الخفيف الذي جعل البيضة تفكر في شيء قد قيل من قبل ، التفتت إلى البقية وقالت ألم تلاحظوا في الحوار الذي دار بين الكولا والبرتقالة والذي أغضب الموزة بدوره شيئاً ؟!
تساءل يوسف أفندي : شيئاً مثل ماذا ؟
" مثل الذي قالته الكولا للبرتقالة عن البحث في موقع وكيبيديا وأن البرتقالة لم تنفي هذا الشيء وقالت أنها أيضاً تأتي بالمعلومات من هذا الموقع "
" أها ، وماذا في هذا الآن ؟!"
" لاشيء ولكن ألا ترون بأن البرتقالة تبحث في موقع ، أليس هذا شيء غريب بعض الشيء ؟! "
" لا، ليس غريب فكل شيء في عالم أفلام الكرتون يتحدث وهو في الحقيقة يتحدث مثلنا أنا وأنتِ والبقية ، أليس من الغريب أن تحدث البيضة يوسف أفندي ؟ في حين أنكِ تستغربين بحث البرتقالة في موقع ؟! "
هنا تدخلت الموزة قائلة : إن معها كل الحق فنحن في الأساس شخصيات تتكلم بنيابة عنا هذه الكاتبة المجنونة التي جعلت من اللامعقول معقولاً ، حتى الثلاجة وهي جماد جعلتها تعطينا محاضرة عن نفسها ، حقاً إنها مجنونة .
قال يوسف أفندي : لا الثلاجة لم تعطنا محاضرة لقد خانتها ذاكرتها في المعلومات ثم لا تقولي هذا الآن ستغضب هذه الكاتبة ولن تذكر عني أي شيء ، وأنتم تعلمون بأن لي ثلاثة أيام أنتظر أن تكتب عني لو سطراً واحداً أو جملة أو كلمة على الأقل ..
***
إنني في هذه اللحظة أكتب وأنا أضحك من قول يوسف أفندي ولهذا سأكتب عنه قليلاً طالما إنه انتظر كل هذه المدة ...
حسناً ، لجميع من في هذه الثلاجة يجب أن تستمعوا جيداً لما سأقوله عن صديقكم اليوسفي أو يوسف أفندي ، وإلا أقسم بأني سوف اشوه صورة كل أحد قمت بمدحه على لسان هذه البرتقالة ...
تكدرت البرتقالة وقالت في نفسها : " أمن ضرورة لقول هذا الآن !، إنها حقاً ستبدأ بالتشويه وأنا أول ضحاياها "
نظرت إليها الكولا في سرور
" أعلم بما يدور في رأسك الآن لقد سقطت صورة المثقفة التي وضعتها لنفسك "
تدخل اليوسفي قائلاً : رجاءً أصمتن لقد جاءت لحظة مجدي .
قلتُ أنا فلتصمتوا ، لأني أريد التحدث ، يبدو لي في البداية بأن شخصية صديقكم اليوسفي مرحة وتبعث على التفاؤل لهذا سأخبركم بأشياء عنه ...
سأبدأ أولاً بالاسم , اليوسفي أو اليوسف أفندي ( مصر ) أو المندلينا أو مندرين ( في شمال أفريقيا ) أو اللالنكي ( في العراق ) أو السنطرة في البحرين التاريخية فاكهة من الحمضيات تشبه البرتقال
تدخلت الكولا في حماس فلتسمحي لي أيتها الكاتبة لقول شيء ما
" قولي ما تريدين ، فأنا لم أولف هذا الكتاب إلا لتتكلموا فيه كما تشاءوا "
" يا إلهي أيها اليوسفي إن أسماءك كثيرة جداً ، ثم فعلاً لقد ضحكتُ عندما علمتُ بأنك تشبه البرتقالة ستكونان ثنائي رائع "
تدخلت البيضة قائلة : تظنين أن البرتقالة مثلك عندما أعجبتي بالبيبسي !
"لماذا أنتِ دائماً تتصيدي لكلماتي ؟ أهذه غيرة ؟!"
" يا إلهي ، ولماذا سأغار منكِ مثلاً ، ثانياً أنا أقول أشياء تأتيني عندما تتكلمي بحماقاتكِ المعهودة "
سوف أتدخل هنا لأقطع نقشاكما الرائع وأعود لصديقنا اليوسفي ...
لنعود لاسمه ، أصل اسم المندرين من لغة أهل الملايو الذين سموه ( منتاري ) أي الوزير . وأطلق الاسم فيما بعد على مقاطعة صينية هي مقاطعة مندرين ، وأطلق أيضاً على كبار الموظفين الصينيين ؛ لأنهم كانوا يلبسون قبعات عليها زر كبير يشبه المندرين ، وكانت ملابسهم أيضاً من المندرين .
قالت البرتقالة في حيرة : ولكن لماذا سمي يوسف أفندي أيتها الكاتبة ؟!
قالت لها الكولا : الآن تسألين وكنت قبل تجاوبين فقط ، يا لسخرية القدر !
حسناً ، لا تنزعجا من بعضكما ، سأذكر قصة هذا الاسم العجيب ولكن أنصتوا جيداً ...
في إطار اهتمام محمد علي باشا بالتجارب الزراعية في أيار / مايو 1830 م ، أمر بإرسال مجموعة من أشجار العنب والتوت والليمون والتين المستحضرة من الأستانة ( اسطنبول حالياً في تركيا )، وقام بتخصيص 100 فدان بجوار حديقة شبرا لزراعة هذه المزروعات الأوربية .
أرسل 30 شخصاً لتعليمهم زراعة تلك الأصناف على يد ثلاثة تلاميذ عادوا من بعثات علمية إلى فرنسا و إيطاليا . وكان أحد هؤلاء الطلبة هو يوسف أفندي ، الذي عند عودتهم من فرنسا حصلت ريح شديدة ، سببت إقامة العائدين معه نحو ثلاثة أسابيع في جزيرة مالطا وتصادف في تلك المدة أنه رست سفن حاملة أشجارا مثمرة من جهات الصين و اليابان ، فاشترى منها يوسف أفندي هذا ثمانية براميل بها شجر من النوع المعروف الآن باسم اليوسفي وعندما وصل الإسكندرية وجاء وقت مقابلة محمد علي باشا التمس يوسف أن يحمل معه بعضاً من هذه الفاكهة ، التي كان قد اشترى أشجارها ، وعندما تناولها محمد علي باشا أعجبته وسأل عن اسم الفاكهة ، وكان يوسف قد سأل قبل ذلك بعض الحاشية عمن يحبه محمد علي من أولاده أكثر من غيره ، فأخبره أنه يحب طوسون باشا ، فقال يوسف له : إن اسمها هو " طوسون " فتبسم محمد علي ، وقال : ما اسمك ؟ قال يوسف ، فأمر محمد علي بتسميتها " يوسف أفندي " التي تقال أحياناً " يوسفي " وأمر بزراعة هذه الفاكهة الجديدة في حديقة قصر شبرا ، فعرفت منذ ذلك الحين باليوسف أفندي .
نظر اليوسفي في حزن إلى البقية قائلاً : ولكن ألا يوجد لي فضائل أو فوائد مثل التي ذكرتها لكم ؟
قالت الكولا في استهزاء واضح : لا يا عزيزي فلتنم مطمئن البال يبدو أنكَ مثلي ، وإن سألتهم عن فوائدك يقولوا : ما زال العلماء يتجادلون بسببك .
نظرت إليها البرتقالة بنظرة انتصار : يبدو أنكِ تعترفي بأنه ليس لديكِ أي شيء من الفضائل ؟
" ألم تري حتى هذه الكاتبة المتحذلقة لم تعني نفسها في البحث أكثر عني أو حتى تذكر نبذه عن الذي تقول بأنه اخترعني "
" ولكن أنا التي قلت هذا وليست هي "
" يا عزيزتي هي التي تتكلم بنيابة عنا ألم تسمعي ما قالته الموزة تلك ؟ "
" يبدو أنكم محقون أنا المخطئة الوحيدة التي مازالت فرحة بنفسها "
" ولكن لماذا تدخلون في الحوار هكذا ، وهي لم تقم بذكر فوائدي بعد ؟" هذا ما قاله اليوسفي في غضب .
قالت الكولا في غضب مماثل : ألم ترى فعلاً بأنك من قطع محاضرة كاتبتنا المجنونة ؟!
***
سوف أتدخل الآن في هذا الحوار قبل أن تقوم مذبحة عظيمة ها هنا ...
فلتهدوا جميعاً ، عزيزي يوسف أفندي أو اليوسفي كما قالت لكَ الكولا من قبل أنت من قطع عليَّ محاضرتي كنت سأذكر فوائدك ولكنك لم تدعَ لي مجالاً ..
" وكأنها ليست هي من يكتب ؟! " هذا ما قاله اليوسفي في نفسه ..
لا تتذمر سأذكرها في الأسطر التالية :
نزولاً عند رغبة اليوسفي في ذكر فوائده وقبل أن يقلب كتابي لساحة حرب في ثلاجة لا أدري ماذا سيحدث فيها بعد ؟! قررت أنا بدرية كتابة فوائده وهي ..
أشار بحث وضعه علماء يابانيون إلى أن تناول اليوسف قد يفيد في الحد من أخطار سرطان الكبد و الأمراض الأخرى المتعلقة به ؛ لأنه غني بمركبات فيتامين A والمسماة كاروتينويدات والتي تعطي اليوسف لونه البرتقالي ...
وحسب إحدى الدراسات توصل العلماء إلى أن أكل المندرين يخفض خطر الإصابة بسرطان الكبد وتصلب الشرايين ومقاومة الأنسولين ، وفي دراسة أخرى وجد العلماء أن شرب عصير المندرين يخفض احتمال تطور التهابات الكبد المزمنة إلى سرطان في مرحلة لاحقة ...
هذا ما لديَّ أيها اليوسفي أتمنى أنه قد أعجبك
" كل ما قالته هو دراسات لم تقل شيء مؤكد " هذا ما قاله اليوسفي
" ولكن على الأقل يوجد دراسات ، أنا لم تقل في حقي سوا أن العلماء يتجادلون بسببي "
" ولكنكِ لستِ من الطبيعة يا عزيزتي كولا "
" ليتها لم تقل هذه المعلومة الآن سيتم شتمي بها من الجميع ، يا لتعاستي "
***
في إحدى غرف النوم ، وهي الغرفة الخاصة بسلمى التي جلست وأخذت المرآة لتنظر إلى وجهها الذي امتلئ بحب الشباب وأخذت تقول في نفسها : " أنا في الحقيقة قد تعديت مرحلة المراهقة ،ولكن لماذا هذه الحبوب لا يعجبها المسكن إلا في وجهي ؟! آه ربما هذا بسبب المشروبات الغازية أو ربما بسبب الأرق ؟! ولكن كيف لي أن أعرف السبب ولا أحد سوف يجيبني ولا أثق بكلام الدكاترة ؟! آه حتى بطني أصبح غريباً " وراحت تنظر لبطنها بقرف دخل قتادة ورأى نظرتها تلك وقال لها : ألم أقل لكِ بأن هذه المشروبات سوف تدمر جسمك ولكنكِ لم تسمعي لكلامي على الإطلاق ؟ ألم تري هذه النظرة التي تنظرينا بها إلى جسمك وكأنك تكرهينه ؟!
" أنا فعلاً أكره جسمي ووجهي ، ولا أدري ماذا أفعل ؟"
" أتريدين رأيي "
" قل لنرى ماذا لديك "
" أقترح بأن تبدئي بالتغيير فوراً ، إذا أردتِ أن تحبي جسمك "
" التغيير ؟! "
" أجل التغيير ، بمعني قومي بتغيير عاداتكِ السيئة وتخلصي من شرب المشروبات الغازية ، وإذا لم تستطيعي فبتدريج حتى تتمكني من القضاء على إدمانك ، وأيضاً تناولي الأشياء التي تفيد جسمك "
" في الحقيقة رأيك جميل لكن لا أدري إن كنت استطيع التحمل "
" اجعلي هدف أنكِ تريدين أن تحبي جسمك أمام عينيكِ عندما تهمين بفعل أشياء تضر به "
" لقد أشعلت الحماس فيّ من الغد سأبدأ بالتطبيق ، ولنرى ماذا سيحصل ؟"
***
كان البيبسي في الغرفة وعندما سمع هذا القرار جرى هارباً خوفاً من أن ترميه في سلة المهملات ، ذهب إلى الثلاجة وقال في هلع مخاطباً الكولا : ألم تسمعي آخر خبر ؟
" ما هو ؟ "
قال في سخرية : " لقد قررت السيدة سلمى بأنها لم تعد تريد مشروبات غازية وتريد أن تصبح صحية وتريد أن تحب جسمها "
" آه ، يا إلهي هذا ما كان ينقصنا "
تدخلت البرتقالة قائلة في حماس : قرار رائع .
نظرت إليها الكولا وقالت في تعجب : وما هو الرائع في هذا ! ، تريدينها أن ترمينا في سلة المهملات هذا هو الرائع !
" وأنتم تريدون أن تخربوا على الفتاة جسمها ولا تريدونها أن تتخذ قرارات حاسمة في حياتها بشأنكم "
قال البيبسي : قرارات حاسمة إذاً ؟! يا إلهي ثم نظر إلى الكولا مطمئناً : لا تخافي هناك الكثير ممن يحبونا ولن يتركونا صدقيني .
" أعلم يا عزيزي أسمعتي أيتها البرتقالية ؟! هناك الكثير ممن يحبونا "
" ولكنهم سيعرفون الحقيقة في يوم ما وسيفعلون ما فعلته سلمى "
" ليس الكل مثل هذه الفتاة المخبولة ، ثم ما أدراكِ بأنها ستلتزم بقرارها هذا ، إنها فتاة متقلبة المزاج ، اليوم شعرت بالقرف من جسمها وفي الغد سوف تنسى ما قالته اليوم ، فكما يقول المثل لديهم " كلام الليل يمحوه النهار " "
" أنا واثقة بأن سلمى سوف تلتزم بقرارها ، فعلاً لقد صدق إيدموند بورك عندما قال : " كل ما يحتاج إليه الشيطان لكي يحقق الانتصار هو أن يجلس الأخيار دون أن يفعلوا شيئاً " "
نظرت الكولا بتعجب إلى البيبسي قائلة : ماذا تقصد هذه بكلامها عن الشيطان ؟!
" الله وحده يعلم يا عزيزتي " هذا ما قالته الثلاجة منعاً لتأويلات جديدة قد يقولها البيبسي .
***
سوف انهي هذا الكتاب وهذه الحوارات لن تنتهي بين من يسكنون هذه الثلاجة والبقية تبقى لمن لديه قدرة على التخيل ...
تم بحمد الله
الخاتمة
الحمد لله أنني انتهيت منه وقد خرجت بأشياء لم أكن أعرفها من قبل بسبب بحثي عن هذه المعلومات ،،،
والمعلومات المذكورة هنا جميعها من موقع وكيبيديا حيث أنه الوحيد الذي يقترب إلى المصداقية أكثر في المواضيع أو بالأصح أني لم أجد مصدر معلومات سواه ولكني لست متأكدة تمامًا من هذا ،،، فالحمد لله أولًا وأخيرًا حتى و إلم يعجب أحد هذا ،، يكفيني الإحساس بأني كتبت شيء مختلف بنظري ...و للمعلومية فقط لم أعطِ ما كتبتُ لمدقق لغوي ؛ لهذا أشعر بأنه مليء بالأخطاء النحوية وربما الإملائية أيضًا ...
بدرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق